بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }169 من سورة آل عمران
الشهيد معاشو عبد القادر من مواليد يوم الخميس 30 ديسمبر 1897 ببوعلوفة نشأفي أسرة محافظة و لما شبّ حفظ كتاب الله عن ظهر قلــب و كان يضرب به المثل خــلال زمانه من حيث الثقافة و التواضع و السكينة و الوقاروالورع ... وهوبن الجيلالي بن عبد القادربن الجيلالي بن عبد القادر بن محمد بن محمد بن العربي بن عبد الرحمــــان بن محمـد بن معاشو بن أحمد بن عثمان بن عبد المولى بن محمد بن منصور بن الناصر المعروف بأبي كثير بن منصور بن يعقوب بن علال بن عبد الرحمان بن عبد الله بن عبـد الرحمان بن منصور بن كثير بن حمزة بن عبد بن رح بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن كثير بن إدريس بن عبد الله بن الحسـن بــن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه حفيد المصطفى صـلى الله عليه و سلم و هو من الأشراف بدليل الجـــد المعروف مقامه بسيدي معــاشو الموجود بواد دامبير سابقا عين البــــــرد حاليا يبعد عـــن مقر ولايــة سيدي بلعباس ب 24 كم و يزار مقامـه يوميا على سبيل التبرك . لذا كان حظه الأوفر إبّان الثــــورة المباركة ان انضّم إلى جبهة التحرير الوطني في سنة 1955 و اعطـي له اسم حربي " عبـد الرزاق" وراح ينشط أولا :مركز الإتصال من مقر سكناه مول القنة إلى عرش واريزان شــرقا وإلى عروش بني زنطيس غربا و إلى الظهرة سيـدي موسى شمالا و إلى الحمادنة جنوبا . ثانيا : أسندت إليه مسؤولية إمام أي قاضي فكل معظلة إلا ويبادر بحلها عملا بكتاب الله و سنة رســوله صــلى الله عليه وسلـــــم و كانت كلمته آنذاك محترمة و مسموعة من قبل قيــــــادة الثورة . و لعلّ يوم 19 ماي 1958 خيرشاهد على ذلك حين أصبحت القرية محاطة بجنـود العدو،لا عـــدّ و لا حصر لها و بـدأ دوي الرصاص في الساعة الأولى من الثلـث الأخير من الليل ووقـع إشتباك عنيف بين مجاهدي الثـورة و العـــــــــدو الغاشم فقتل أزيد من 15جنديا من عناصر المحتل و أستشهد 3 مدنيـن و 3 مجاهدين أما الشهيد معاشو عبد القــــــادر فأخرج مـن مجمــــوعة مواطني القرية المحاصرة ليستجوب مع ضــــــــابط من عناصر العدو الذي قال له ( وانت يا معاشو عبد القـــــادرلقد أتعبتنا و اهلكتنا فكل ماتراه الآن من عدة وعتاد فهــــــــومـن أجلك ) و ذهب به إلى منزله و هناك كان معــه عميلان " حركيان " خانا الثورة وبدأ الضابط يوجه أسئلته إلى الشهيد بغية الحصول على أسرار الثورةإلا أن الشهيد كـــان لهــم بالمرصاد وطلب هذا الأخيـــــــــــر من الضـابط أداء ركعتين لله فقبل طلبه وبعد صلاته انقلب حاله إلىأ صم أبكم أعمى فلـم يستفيد منه العدولابكلمـة أوحتى بإشارة إثرها أمرالضابط الحركيان بنعذيبه بأبشـــع الطرق من ضرب وركل وشتم... وأخيرا صبّ عليه وابلا من الرصاص إلى أن فارقت روحه الزكية جسده و تركوه في مسبح من دمائه و عند الغروب ذهب العدو وأسرع المواطنون بجمـــــع جثث الشهداء الأبطال فأعدوا لهم قبرا ودفن رفقته أربعة شهـداء في كسوتهم و هم سي مفتاح من العفانية أولاد سلامة ، عكاشة من قـرية الصفصاف بلديــــــــــة بوقيرات بالراسيل محمد من بلدية القطار و مصطفى دواجي امحمد من نفـس البلدية أماالشهيد كوردوغلي الحاج بن يحي دفن بمقبرة أخرى بنفس قـرية مول القنة وكانت ليلــــــــــة إستشهـاده حافلةلايمكن وصفها ضمن سطوروكان من بين الحضور 18 مجاهدا منهم 6 قياديين كل واحد من مركز إتصاله وكانت قريـــة مول القنة في تلك الليلة تقـدم أعـز ما لديها من أكل وشرب وكأنه يوم عيد إلا أن مفتاح علم الغيب ينبىء بالوداع و قدر الله ما شاء فعل هكذا يموت العظماء فلا يندثر منهم إلا العنصــر الترابي الذي يرجـع إلى أصله و تبقى معانيهم الحية راسخة في الأرض ـ قـــــوة تحرك ـ و رابطـــــة تجمع ـ ونورا يهــدي ـ و عطـرا ينعـــــش ـ هذا هو معنى عظمــــــــــة الشهـــــــــــــــــداء .
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
هذا سرد طفيف لتاريخ شهيد حافل بالبطولات وللحديث بقية ... * حرر من قبل شاهد عيان الابن عابد معاشو *[center]