إذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب
كاتب الموضوع
رسالة
daka2 Admin
عدد المساهمات : 857 تاريخ التسجيل : 15/06/2008
27012010
إذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب
اء في الحكم العطائية:
( لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى، يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه، و لكن ارحل من الأكوان إلى المكون، و أن إلى ربك المنتهى، و انظر إلى قوله صلى الله عليه و سلم فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ، و افهم قوله صلى الله عليه و سلم، و تأمل هذا الأمر إن كنت ذا فهم.)
وليت الذي بيني وبينك عامر... وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين... وكل الذي فوق التراب تراب
يقول أحد الدعاة:
..يبدو أن أكثر دعاة الإسلام قد تخلفوا عن أداء مهمة هي من أخص مهامهم ، وأن تخلفهم عن أداء هذه المهمة هو السبب الأول وراء كل مشكلة تعترض ركب الدعوة وكل عثر يقع فيها...
هذه المهمة هي إشاعة الحب بين القلوب ، إنه كما يختص كل أستاذ بمادة يحسنها ولا يضيره ألا يحسن سواها ، فكذلك الداعي إلى الله يختص بمادة الحب:
حب الله وتوثيق عرى المحبة بين القلوب...ولا يضيره كثيرا إن هو نجح في مادته أن يقصر فيما سواها ، لأنه حينئذ يكون قد أرسى الأساس الراسخ في أعماق النفوس ، وهيأ المنبت الصالح لكل الفضائل ، وأقام الحصن المنيع دون أكثر الفتن...
قال الدكتور سعيد رمضان معقبا على هذا القول:
هذا قول حق ، ودعاة الإسلام جميعا في حاجة إلى أن يتدبروه ويطيلوا الوقوف عنده ، وأن يحاسبوا أنفسهم !!
إن كلمة الحب هذه ، التي ظلمها الناس ، هي الكلمة الكبيرة التي اتسمت بها مواكب الأنبياء وقامت عليها مجتمعاتهم ، وهي الإكسير الذي جعل صلة أتباعهم بالخير صلة حقيقية تستعذب في سبيله العذاب ، كما جعل آصرتهم فيما بينهم آصرة الروح من وراء العقل فلا تختلف باختلاف الرأي ، وفوق المصالح المادية فلا تتأثر بهوى خاص .
وإنك لتقرأ القرآن فتطالع مصداق ذلك وتجد مكان هذا الحب أصيلا ...تجده في مقام الدعوة هو الوازع الذي تستثيره السماء والغاية التي تلفت إليها القلوب قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ، وتجده في وصف المؤمنين والذين آمنوا أشد حبا لله) ، وتجده في وصف ما بينهم وبين ربهم يحبهم ويحبونه) ، وتجده في الحديث عن الخير والشر إن الله يحب المحسنين) و ( إن الله لا يحب المعتدين) ، وتجده في صلة المؤمن بالمؤمن نعمة مزجاة يمتن بها الله على عباده مرتين في آية واحدة واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا).
في ظلال الحب:
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال : بينما أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارجين من المسجد ، فلقينا رجلا عند سدة المسجد ، فقال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أعددت لها ؟ )) قال فكأن الرجل استكان . ثم قال : يا رسول الله : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ، ولكني أحب الله ورسوله. قال: ( فأنت مع من أحببت)!!..
وفي رواية أنس:فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم:فإنك مع من أحببت.
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال :فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر ،فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم..
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ عن المحبة : ( المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر المتسابقون ، وعليها تفاني المحبون ، وبروح نسيمها تروح العابدون ، وهي قوت القلوب ، وغذاء الأرواح ، وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يفز بها، فعيشه كله هموم وآلام، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة ..)
قال صاحب المدارج الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها، وهي عشرة : 1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه . 2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة . 3- دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب والعمل والحال ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر . 4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وان صعب المرتقى . 5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها . 6- مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الظاهرة والباطنة. 7- انكسار القلب بين يدي الله تعالى. 8- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .. 9- مجالسة المحبين والصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك. 10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل).
عذابه فيك عذب...وبعده فيك قرب
وأنت عندي كروحي....بل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني...لما تحب أحب.
ولله در ابن الرومي الشاعر الرباني حين قال) :حياك الله أيها الحب المضني..يا طبيب علتي وسقمي،
يا طبيبي النطاسي يا مداوي الآسي...إن الحب ليحول التراب تبرا ، والكدر صفاء ، والألم شفاء ، والسجن روضة ، والقهر رحمة ، وهو الذي يلين الحديد ،ويذيب الحجر ، وينفخ في الميت الحياة... ).
أي أخي الحبيب...أختي الفاضلة:
لقد فقدنا هذه العاطفة الجياشة ،والمحبة الصادقة..فتحولت علاقاتنا الأخوية إلى نسيج خشبي وهيكل عظمي لا روح فيه ولا حياة..بل تغلبت لغة التنظيم والإدارة والحزبية والأرقام على البساطة والفطرية..إنه في كثير من الأحيان ابتعد العمل الإسلامي عن فطريته التي كان عليها في عصر النبوة:
- فالأخلاقيات فيها نقص.
- والحياة الروحية ضعيفة.
- وكثيرا ما تظهر منافسات ومماحكات وخصومات وانقسامات..
- وكثيرا ما يضيع القرار في غمرة الظواهر المرضية.
- وكثيرا ما يكون هناك فارق بين الشعار والواقع.
- وكثيرا ما يفتقد السمت النبوي على أصحاب الدعوة ،ويظهر السمت الغريب.
-و كثيرا ما يغيب التزاور والكرم والمجالسة في الله...ويتغلب الجانب المادي ومعادلات السوق الاقتصادية.
فالدعوة إلى الله حب وأخلاق وذوق وروحانية وعاطفة جياشة صادقة وتزاور وبذل وتضحية وعطاء ووفاء. وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا , وشبك بين أصابعه . ...ونقترح على أمانات التربية والأسر:نقطة عملية أساسية:
في كل لقاء أسري تثبيت فقرة بعنوان :عاطفة الأسرة (مادة: الحب في الله)..أو( الدعوة إلى الله حب).
وتطبيق الجانب العملي والوسائل التي تزداد بها أواصر الأخوة والمحبة في الله:
1-رحلة لأفراد الأسرة مشتركة.
2-قيام ليلة بشكل جماعي.
3-صلاة الصبح بالمسجد جماعة.
4-صيام وافطار مشترك.
5-مجالسة الصالحين من عباد الله.
6-مجلس ذكر جماعي(مأثورات،وورد استغفار،وورد الرابطة).
7-طعام مشترك.
8-الهدايا في المناسبات والمسرات.
9-الزيارة في الله.
10-الزيارة المشتركة لمقابر المسلمين ، وخاصة قبور شهداء الدعوة وشيوخها وأئمتها:ليستشعر كل أخ قوة الرابطة،ويصمم على السير قدما في الطريق الذي سبقه فيه إخوانه وشيوخه ، وهم يحملون لواء هذه الدعوة المقدسة.
11-القيام بالواجبات الإخوانية الطارئة: كعيادة مريض ومساعدته ومواساته أو القيام بحق محتاج...
وتذكر وصية الإمام الشهيد:تعرف إلى من تلقاه من إخوانك ،وإن لم يطلب إليك ذلك،فإن اساس دعوتنا
الخميس 28 يناير 2010 - 0:25 mazounaaer